top of page
Writer's pictureDldisorder

مراجعة منهجية للأداء الأكاديمي لدى طلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي




للأداء الأكاديمي دوراً مهماً وفعّالاً في حياة الطالب العلمية والعملية خلال مراحل المدرسة وما بعدها. وقد أظهرت الدراسات أن بعض أطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي يواجهون صعوبة في التحصيل الأكاديمي نتيجة صعوباتهم اللغوية التعبيرية والاستيعابية. لذا من المهم جداً إلقاء النظر على تلك الدراسات وفهم ماهية ونوعية العلاقة بين اضطراب اللغة النمائي والأداء الأكاديمي لمساعدة الطلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي وتوجيه البحوث المستقبلية في هذا المجال.


هدفت هذه الدراسة على إجراء مراجعة منهجية للدراسات المنشورة ما بين عامي ٢٠٠٨ و ٢٠٢٠ ميلادية للإجابة على الأسئلة البحثية التالية:


  1. ما هي جوانب التحصيل الأكاديمي التي تم قياسها في الدراسات المشمولة في المراجعة المنهجية؟

  2. ما هو مستوى أداء الطلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي في جوانب التحصيل العلمي؟

منهجية البحث:


شملت المراجعة المنهجية ٤٤ دراسة شارك فيها ١١٧٤٥ طالب. اختلفت تلك الدراسات في خصائص المشاركين حيث تباينت أعمارهم ما بين ٣ سنوات و٨ أشهر إلى ١٩سنة، واختلفت كذلك في الصفوف الأكاديمية التي ينتمي إليها كل طالب حيث شملت ٣٣ دراسة من تلك الدراسات طلاب من المرحلة الابتدائية، وشملت دراستين من تلك الدراسات طلاب من المرحلة المتوسطة والثانوية، وكذلك شملت ٩ دراسات طلاب من كل المراحل: الابتدائية والمتوسطة والثانوية. بالإضافة لذلك، شملت ١٤ دراسة من تلك الدراسات طلاب من مدارس الدمج والتعليم الخاص. أما بالنسبة للغة فقد أجريت أغلبية الدراسات ( ٢٨ دراسة) في دول ناطقة باللغة الانجليزية، وبقية ال ١٦ دراسة تم إجراؤها في دول ناطقة بلغات أخرى مثل: الفرنسية، الإيطالية، الفنلندية و الإسبانية و البرازيلية.


نتائج البحث:


ركز السؤال الأول للبحث على جوانب التحصيل الأكاديمي التي تم قياسها في الدراسات المشمولة في المراجعة المنهجية وقد أظهرت النتائج أن الدراسات وصفت الجوانب الأكاديمية التالية:

  1. المستوى الأكاديمي العام (٤ دراسات)

  2. مهارات القراءة والكتابة (٣٧ دراسة)

  3. مهارات الحساب (٣ دراسات)

نجد أن أغلب الدراسات (٨٤٪) وصفت مهارات القراءة والكتابة لدى طلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي، وشملت كلاً من المهارات التالية: القراءة، و التهجئة، والكتابة، والسرد.


هدف السؤال الثاني في البحث لوصف مستوى الأداء الأكاديمي لدى طلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي. وكانت النتائج كالتالي:


المستوى الأكاديمي العام


أظهرت الدراسات أن نتائج الطلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي أقل بشكل ملحوظ من أقرانهم ذوي تطور اللغة الطبيعي. يظهر هذا الضعف الأكاديمي في المواد المختلفة ومنها العلوم، والأدب، والرياضة البدنية، واللغات والرياضيات.


مهارات القراءة والكتابة


القراءة

بالرغم من وجود فروقات فردية وجدت معظم الدراسات انخفاض ملحوظ ومستمر في مهارة القراءة لدى الطلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي بعكس أقرانهم ذوي تطور اللغة الطبيعي. وقد وجدت جميع الدراسات تداخل وعلاقة قوية بين اضطراب اللغة النمائي وعسر القراءة (الديسليكسيا).


الإملاء

أظهرت الدراسات أن مهارات التهجئة والإملاء ضعيفة عند الطلاب ذوي اضطراب اللغة النمائي مقارنة مع أقرانهم ذوي تطور اللغة الطبيعي فمثلاً أظهرت احدى الدراسات أن ٢٠٪ فقط من الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي يعرفون أحرف الأبجدية مقابل ٧٧٪ من الأطفال ذوي تطور اللغة الطبيعي.


الكتابة

أظهرت الدراسات تأخر في تطور مهارات الكتابة لدى أطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي مقارنة مع أقرانهم ذوي تطور اللغة الطبيعي. فمثلاً وجدت بعض الدراسات أن مهارات الكتابة التعبيرية عند هؤلاء الأطفال تتصف بضعف في كل من التنوع في استخدام المفردات والأفعال، وعلامات الترقيم ، والدقة النحوية والإملائية وتراكيب الجمل مما يشير إلى أن مهارات الكتابة عند الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي أقل تعقيداً من أقرانهم.


السرد

أظهرت الدراسات وجود ضعف في أداء الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي مقارنة بأقرانهم في المهام التي تتطلب فهم وتأليف وإعادة سرد القصص. وتبين أن وجود ضعف في كل من مهارات الذاكرة اللفظية والتركيز السمعي عند الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي يؤثر سلباً على مهاراتهم في استرجاع أجزاء القصة عند قيامهم بتأليف وإعادة سرد القصص.


مهارات الحساب

أفادت الدراسات بوجود ضعف في مهارات الحساب لدى الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي مقارنة بأقرانهم ذوي تطور اللغة الطبيعي و لوحظ بأن هذه الفجوة تزداد مع الوقت. من مسببات الضعف الصعوبات التي يواجهها الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي في استخدام رموز الرياضيات، استخدام ذاكرة الأنماط، و الربط بين المركبات اللغوية المعقدة ورموز الرياضيات.


من الجدير بالذكر أنه بالرغم من وجود ضعف في الجوانب الأكاديمية المختلفة عند الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي، إلا أنه يوجد فروق فردية في التحصيل الأكاديمي. يعود ذلك إلى وجود فروقات فردية في المهارات اللغوية والمهارات الإدراكية الغير اللفظية عند الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي و ينعكس ذلك على وجود تباين في الأداء الأكاديمي الفردي.


للقدرة على فهم واستخدام اللغة المحكية دوراً مهماً في الأداء الأكاديمي. لذلك وجود ضعف في القدرات اللغوية عند الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي يعرّضهم لخطر الإخفاق الأكاديمي. بشكل عام يُظهر الأطفال ذوي اضطراب اللغة النمائي ضعف في جوانب التحصيل الأكاديمي ومنها: المستوى الأكاديمي العام، والمهارات المعرفية ، ومهارات الحساب. وهذه النتائج تُسلّط الضوء على أهمية رفع الوعي عن اضطراب اللغة النمائي وأثره السلبي الطويل المدى على جوانب الحياة المختلفة وبالأخص الجانب الأكاديمي. للمعلمين وأخصائيّ التخاطب دوراً مهماً في مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال التقييم المستمر لمهاراتهم اللغوية والأكاديمية وتوفير الدعم الذي يتناسب مع المستوى الفردي الخاص بكل طفل.



المرجع


Ziegenfusz, S., Paynter, J., Flückiger, B., & Westerveld, M. F. (2022). A systematic review of the academic achievement of primary and secondary school-aged students with developmental language disorder. Autism & Developmental Language Impairments, 7, 23969415221099397.

103 views0 comments

Comments


bottom of page